(في بِضعِ سِنينْ للهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ ومِن بَعْد ويومئذٍ يفرَحُ المُؤمِنونْ بنصرِ الله ينصُرُ منْ يشاءُ وهوِ العِزيزُ الرَّحِيمْ).

سورة الروم (4-5)


خلال السنوات الست التي تَلَتْ معركة روضة مهنّا لم تتسع منطقة حكم ابن سعود كثيراً. ومن غير المحتمل أن ابن سعود نفسه كان يستطيع أن يقول بالضبط أين كانت حدود منطقة حكمه لأن تحديدها لم يكن على الخريطة وإنما كان طبقاً لولاءات رجال القبائل البدوية الذين ارتضوه زعيماً لهم. كان يسيطر على المناطق الممتدة من الرياض حتى حدود القصيم الشمالية. وإلى الشمال من ذلك جبل شمّر الذي كان لا يزال تحت حكم أسرة آل رشيد، وكان لا يزال معادياً لابن سعود. وعلى أية حال فإن أسرة آل رشيد، بعد مقتل عبد العزيز بن متعب، دخلت في صراع داخلي مرير للسيطرة على مقاليد الأمور في حائل. وكانت نتيجة ذلك الصراع أن اغتيل ثلاثة من حكامها في خلال سبع سنوات؛ إضافة إلى موت عدد كبير من أفرادها الصغار نوعاً ما من حيث الأهمية.

ولذا كان آل رشيد مشغولين بمشاكلهم الداخلية من أن يشكّلوا أي تهديد لابن سعود. أما إلى الجنوب من الرياض فإن ابن سعود كان يسيطر على جميع المناطق الممتدة حتى الربع الخالي. وأمّا إلى الشرق فإن حدوده كانت تمتد إلى منطقة الأحساء وكانت هذه المنطقة تحت حكم الأتراك الذين لم يكن هناك أي سبب يدعوهم ليكونوا أصدقاءَ له. ورغم أنّهم قد اقتنعوا بأنه ليس من الحكمة أن يحاولوا القيام بأية حملة عسكرية أخرى ضِدّهُ داخل الصحراء، فإنه كان لا يزال باستطاعتهم مساعدة آل رشيد ووضع العراقيل أمام ابن سعود. وبالإضافة إلى ذلك فإن استيلائهم على الأحساء قد وضع موانئ الخليج العربيّ تحت سيطرتهم. ومن هنا فإنهم كانوا يستطيعون إبقاء نجد بعيدة عن الاتصال بالبحر. وإلى الغرب كانت الحجاز. وكانت من الناحية الفعلية إقليماً تابعاً للأتراك إذ كان حاكمها الشريف حسين ألعوبة في أيديهم. ومع أنه لم يكن لديه حينذاك أي سبب لعداء ابن سعود فقد كانت تدور في نفسه أحلام لحكم جميع جزيرة العرب. ومن هنا بدا من المحتمل حدوث نزاع بين الطرفين. بل إنه قد اتضح عدم إمكان الثقة التامة بالشيخ مبارك أمير الكويت، الذي كان يغبط ابن سعود على نجاحه المفاجئ الأخّاذ في الوصول إلى الحكم.

ومع أن ابن سعود كان محاطاً بالأعداء من الناحية الواقعية أو المحتملة فإن أكثر مشكلاته في الفترة التالية لمعركة روضة مهنّا كانت في منطقة حكمه ذاتها. كان قادرا ًعلى الاحتفاظ بولاء أتباعه له ما دامت هناك معارك ينتصر فيها وغنائم يستولي عليها، لكن بمجرد ما أخذت جذوة الحرب تخبوا بدأ أولئك الأتباع يتبرّمون ويحاولون الخروج عليه. وقد واجه عدة ثورات كان من أخطرها ثورة مطير بزعامة فيصل الدويش في شهر مايو 1907م. وكان الدويش قد هُزِمَ في معركة قُرب المجمعة وعُفِيَ عنه، لكنه ثار مرة أخرى فهُزِمَ قُرب بريدة.

وكانت الثورة التي جابهها ابن سعود، صغيرها وكبيرها، تتصف بأمرين: أحدهما أنه قضي عليها تماماً وإن لم يكن القضاء عليها دائماً سهلاً. والثاني أنه في كل حالة كان زعماء الثورة يعاملون برحمة، وغالباً ما عفي عنهم، وأُعيدوا إلى مراكزهم. وكان ابن سعود في عمله هذا لا يظهر الرحمة والكرم فقط، وإنما يعبر عن مدى ما كان يتصف به من حكمة عظيمة. كانت العقوبة التقليدية للخيانة هي القتل. لكن لو أن ابن سعود أعدم كل زعيم قبيلة ثار عليه لكان مُلزَماً أن يُعيِّنَ محلّهُ رجُلاً يختاره. وكان من غير المحتمل أن يقبل أي رجل تلك المهمة لأن استياء أبناء القبائل من وجود رجل مفروض عليهم سيدفعهم، على الأرجح، إلى التخلُّص مِنهُ بالقتل عاجلاً أم آجلاً. وبالإضافة إلى ذلك فإن قتل زعيم قبيلة معيّنة قد يُصبح بداية لثارات دامية مع القبيلة ذاتها. ولهذا فقد كان ابن سعود، بعفوه عن الزعماء الذين انتصر عليهم، أقرب إلى كسب ولائهم واحترامهم في نهاية الأمر. ولقد أثبتت هذه السياسة نجاحه الباهر باستثناء حالات نادرة كفيصل الدويش وحاكم بريدة محمد أبي الخيل. وكان هذا الأخير قد ثار سنة 1908م، فهُزِمَ وعُفِيَ عنه وأُعِيدَ إلى منصِبه. لكنه لم يلبث أن ثار مرة أخرى. ورُغمَ أنّه كان لدى ابن سعود كل الأسباب التي تدعوه إلى إعدامه بعد تكرر خيانته فإنه لم يفعل ذلك وإنما اكتفى بنفيه إلى العراق.

وفي سنة 1909م واجه ابن سعود مشاكل أخرى. فبعد سلسلة من الصراع الدموي داخل أسرة آل رشيد سيطر زامل بن سبهان على مقاليد الأمور في جبل شمّر. وبعد أن ثبّت نفسه في الحكم حاول أن يقوم بحملة واسعة النطاق داخل المناطق التابعة لابن سعود. لكنه هزم هزيمة منكرة في معركة الأشعلي. ومع أنّه كان من السهل على ابن سعود أن يتغلب على آل رشيد في تلك المعركة فإنهم ظلُّوا شوكةً في جنبه، واتضح لديه أنه لا بد من أن يحسم الموقف بينه وبينهم.

وفي تلك الفترة بدأ الشريف حسين بإثارة المشاكل. فقاد سنة 1911م حملة عسكرية قوية إلى الجهات الغربية من مناطق ابن سعود. وقد حالف الحظ تلك الحملة فاستطاعت أن تختطف أخا عبد العزيز، سعد بن عبد الرحمن، قرب القويعية التي تبعد عن المدينة المنوّرة حوالي مائة وعشرة أميال من الجهة الجنوبية الشرقية. وكان على ابن سعود أن يعترف بسيادة الأتراك على القصيم ويتعهد بدفع إتاوة رمزية إليهم مقابل إطلاق سراح أخيه سعد. على أن اعترافه بالسيادة التركية، التي لم يكن لها وجود في حقيقة الأمر، لم يكن ذا معنى، كما أن الإتاوة التي تعهّد بدفعها لم تُدفَع أبداً.

ومع ذلك فقد اعتبر ابن سعود تلك الحادثة إهانة لا يستطيع نسيانها بسهولة.

لقد كان من أعظم مشكلات ابن سعود في بناء دولة مستقرة تلك المشكلة التي واجهت كل زعيم في الصحراء العربية وهي نزعة رجال القبائل الحادّة إلى الاستقلال وحبّهم للحرب وسرعة تغيّر ولاءاتهم، كما سبق أن ذُكِر. وفي سنة 1912م قام بإحياء الحركة الدينية التطهيرية التي أنشأها محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر. وكان هدفه من إحيائها جمع رجال القبائل على طاعة الله. وكان من أعظم خطواته في ذلك أن شجعهم على الاستيطان في أماكن مستقرة. ومن هنا نبعت الحركة الدينية المعروفة باسم الإخوان والتي كانت مصدراً لمحاربين متعصبين على أتمّ الاستعداد للقتال في سبيل الله حتى الموت. وسوف يأتي الكلام بعد ذلك عن تكوين هذه الحركة ونموِّها ثم القضاء عليها. أما هنا فيكفي أن نشير إلى أنه وفي خلال سنة واحدة من مولد حركة الإخوان وجد ابن سعود لديه جيشاً كبيراً قوياً متحمّساً من رجال يعتبرونه أداة الله المختارة، وجنود يمكن أن يوثق باستمرار ولائهم له وتلبية ندائه كُلّما نادى للحرب.

وقد جاء أول انتصار للإخوان سريعاً جداً. ففي سنة 1913م (1331هـ) قرّر ابن سعود أن الوقت قد حان لاتخاذ مبادرة ضد الأتراك في الأحساء. وفي الثامن من شهر مايو قاد جيشه المشتمل على عدد من قوات الإخوان في هجوم ليليّ مُباغِت على مدينة الهفوف التي كانت فيها حامية تركية مكّونة من حوالي ألف ومائتي رجل. ولأن الأتراك أُخِذُوا على حين غرّة فإنهم لم يُبدوا أي مقاومة تذكر. وقد سمح لهم ابن سعود، بشهامته المعهودة، أن يغادروا المدينة بعد أن سلّموا أسلحتهم إليه. ثم أرسلهم إلى البحرين حيث أبحروا من هناك عائدين إلى تركيا. ولم يكن في بقية منطقة الأحساء إلا جنود أتراك قليلون استسلموا فور سماعهم سقوط الهفوف في يد ابن سعود. وهكذا في أقل من شهر وبقليل من سفك الدماء نجح عبد العزيز في ضم منطقة واسعة جديدة إلى حكمه ووجد مدخلاً إلى الخليج العربي ابتداءً من جنوبي الكويت حتى شمالي قطر. وعيّن حاكماً جديداً في الهفوف. ولم يكن ذلك الحاكم سوى عبد الله بن جلوي، الذي كانت هجمته العاجلة في مسجد قلعة الرياض قبل إحدى عشرة سنة إيذاناً ببداية المملكة العربية السعودية الجديدة.

وكان اندلاع الحرب العالمية الأولى ذا فائدة فورية لابن سعود. ذلك أن التزامات الإمبراطورية العثمانية في أماكن أخرى جعلت من المستحيل عليها أن تحاول استعادة الأحساء. وخلال الحرب أصبحت نجد أشبه ما تكون بمنطقة منعزلة. فالثورة العربية المشهورة، التي لعب فيها لورانس دوراً كبيراً، قامت في الحجاز؛ وهي منطقة كانت لا تزال توجد فيها قوات تركية يمكن للعرب أن يثوروا ضدها. وعلى أية حال، فغن الأتراك استطاعوا أن يسبِّبُوا بعض المتاعب لابن سعود بدعمهم المتواصل لجبل شمَّر. وكان يحكم هذه المنطقة حينذاك سعود بن عبد العزيز بن متعب بن رشيد، الذي دارت بينه وبين ابن سعود مناوشات متقطعة. وفي شهر يناير من سنة 1915م (1333هـ) حدثت بينهما معركة ضارية – وإن كانت غير فاصلة – في جراب قرب الزلفي.

ولا زال الناس يتذكرون المعركة السابقة لأن أحد ضحاياها كان رجلاً إنجليزياً هو الكابتن شكسبير، الذي كان قبل ذلك معتمداً سياسياً في الكويت وصديقاً شخصياً لابن سعود. وكان قد أرسل إلى جزيرة العرب بوظيفة ضابط سياسي للقيام بمهمة خاصة. وقد أصرّ على مرافقة عبد العزيز في غزواته ضد ابن رشيد، كما أصرّ على أن يشارك في المعركة رغم أن ابن سعود حثّه على أن يكون بعيداً عن الخطر. وكان لدى جيش عبد العزيز أحد المدافع التركية التي استولى عليها في معركة البكيرية قبل إحدى عشرة سنة. وكان شكسبير يدير نار ذلك المدفع خلال المعركة حينما هجم على موقعه فرسان شمَّر وقتلوه. وكان موته مبعث حزن شديد لابن سعود، كما كان ضربة كبيرة للبريطانيين الذين فقدوا مُمَثّلهم الوحيد في نجد. ولقد اتضّحت أهمية ذلك قرب نهاية الحرب حين أراد البريطانيون أن يبدأوا مفاوضات مع ابن سعود لإقناعه بمهاجمة حائل لأنهم كانوا يخشون احتمال تدخّل آل رشيد، بمساعدة الأتراك، في أعمالهم في فلسطين. ولم يكن لديهم من يمثلهم في الرياض. ولذلك اضطروا إلى إرسال بعثة خاصة لهذا الغرض. وقد عرضوا على ابن سعود مبالغ كبيرة من المال وعشرة آلاف بندقية وكمية وافرة من الذخيرة وما لا يقلّ عن أربعة مَدافع ميدان. وكان ذلك بمجموعهِ مصدر قوّة تُمكّنهُ من القضاء على استحكامات حائل الدفاعية. وقد قبل ابن سعود ذلك العرض، لكن الأسلحة لم تُسَلّم إليه أبداً. وكان سبب ذلك أن الرجل المسؤول عن البعثة البريطانية، وهو هاري سانت جون فيلبي، قام – بمبادرة شخصية منه – برحلة إلى الحجاز لمقابلة الشريف حسين. ولحرص الشريف على إعاقة ابن سعود بأية وسيلة منَعَ فيلبي من أن يرجع من عنده. ومن هنا لم يكن يوجد ممثل بريطاني في الرياض ليُتمَّ الاتفاقية ويقوم بالإجراءات الضرورية. وحين وصل إلى ابن سعود ممثل بريطاني آخر كان الأتراك قد هُزِمُوا في فلسطين ولم يعُد البريطانيون في حاجة إلى أية مساعدة من نجد. ومع ذلك حاول ابن سعود أن يقوم بهجوم على جبل شمَّر فحاصر مدينة حائل. لكن الحصار فشل لعدم وجود المدافع البريطانية التي يمكن بها تقويض أسواء المدينة، فاضطر عبد العزيز إلى الانسحاب إلى الرياض.

وعلى الرغم من نكسة ابن سعود المُشَار إليها فإن منطقة جبل شمَّر لم تستطع أن تبقى دولة مستقلة عن حكمه أكثر من ثلاث سنوات أخرى. ففي سنة 1919م (1338هـ) اغتِيلَ سعود بن رشيد على يدي ابن عمه، عبد الله بن طلال، خلال نزهة خارج مدينة حائل. فقُتِل عبد الله فوراً بأيدي خدم سعود الأوفياء، وسُجِنَ أخوه محمد الذي كان متآمراً معه. ثم سيطر على الإمارة عبد الله بن متعب، حفيد عدوّ ابن سعود القديم عبد العزيز بن متعب بن رشيد. لكنه لم يكن يملك شجاعة جدّه ولا مقدرته. وفي عهده أصبحت إمارة جبل شمر ضعيفة مفكّكة. فاستطاع ابن سعود غزوها بسهولة، وأقنع كثيراً من رجال قبيلة شمر بالانضمام إلى جيشه وفي إحدى محاولات عبد الله بن متعب اليائسة أطلق سراح ابن عمه، محمد بن طلال، من السجن، فقام هذا بالثورة ضده، واضطر عبد الله إلى أن يلجأ إلى ابن سعود. وأخذ محمد ابن طلال على عاتقه مهمة الدفاع عن حائل. وكان مع ابن سعود في حصاره لها هذه المرة المَدافع التركية التي استولى عليها في معركة البكيرية قبل سبعة عشر عاماً. وكانت تلك المدافع قد صارت عتيقة جداً بحيث لم يكن من المؤكد ما إذا كانت لا تزال صالحة للاستعمال. ومع ذلك فإن التهديد بقصف المدينة كان كافياً لجعل أهلها يفقدون معنوياتهم وقدرتهم على الصمود. وكان يحرس أحد أبواب حائل أفراد من أسرة آل سبهان، الذين كانوا أقارب لآل رشيد. وكان لديهم من الأسباب ما يدفعهم إلى التذمُّر من مجرى الأحداث في مدينتهم لأن عدداً من أقاربهم قُتِلوا خلال الصراع الأسري الأخير. وكانوا بالتأكيد غير راغبين في أن يكونوا عُرضة لقنابل المدافع الثقيلة من أجل محمد بن طلال. ولذلك اتفقوا سراً مع ابن سعود على أن يسمحوا لجيشه بدخول حائل تحت جنح الظلام. وما أن بات الجيش داخل الأسوار حتى استسلمت الحامية دون مقاومة تُذْكَر. وبعد تسع عشرة سنة من الصراع أصبح عبد العزيز بن سعود سيّداً على جبل شمَّر.

ولقد كان ابن سعود، كعادته، شهماً عند انتصاره فضمّ جيش آل رشيد إلى جيشه، كما اصطحب معه إلى الرياض عدداً من أُمَرائهم الشباب، بما فيهم محمد بن طلال، ليبقوا هناك ضيوفاً مكرمين. وبمرور الزمن أصبح كثير منهم أتباعاً أوفياء له. ولقد تسنّى لي في العشرينات من هذا القرن أن أتعرّف على عبد الله بن متعب شخصياً. وكان يعيش في الرياض بمرتب من ابن سعود. وكان يبدو سعيداً راضياً بحياته. وكان دائماً مُستّعداً للتّحدث. وكنت أناقش معه كل شيء تحت الشمس إلى تجاربه في حائل التي كان لا يرغب أن يقول عنها أي شيء على الإطلاق ومن المؤسِف أنه مات في الرياض، خلال الخمسينيات من القرن، في ظروف حزينة جداً.

أمّا محمد بن طلال فقد ظَلّ تحت الحراسة في غرفة من غرف القصر مُدّة من الزمن. ثم وُضِع تحت الإقامة الجبرية في بيت خاص مع خدم وحرس شخصيين يعتنون به. وبعد فترة استطاع أن يتسلّل من منزلهِ متنكِّراً بملابس امرأة ثم نفذ من أنظار حرس القصر الملكي بادّعائه أنه امرأة فقيرة لديها استرحام للملك. وصعد الدرج إلى الطابق الأول ووقف إزاء الباب المفتوح على المجلس العام المنعقد صباح ذلك اليوم. ومن هناك بدأ يشق طريقه بين جمهور من البدو الجالسين، وهو أمر من المستغرب أن تقوم به امرأة. وكان أن ارتاب الملك فوراً في شأنه فخفّ إليه ونزع منه سلاحه وكتّفه بردن ثوبه. ثم أخذه الحرس بعيداً، وسُجِنَ مرّة أُخرى في بيته مع تشديد الحراسة عليه. وبعد ذلك أقسم على موالاة الملك وتعهد بألّا يُكَرِّر تصرُّفَه فمُنِحَ حُرّية أكثر من ذي قبل لدرجة أنه جاء مع جيش ابن سعود في معركة السبلة رغم أنه كان لا يزال تحت الحراسة. وظل ابن طلال تحت الإقامة الجبرية بقيّة حياته. وكانت نهايته أن قُتِل بيد أحد خدمه الخاصّين الذي انتحر فورَ اغتياله له.

وحين أصبح ابن سعود حاكماً على كل وسط جزيرة العرب قرر المشائخ والعلماء أن يكرّمُوه ويضفوا عليه لقباً خاصاً. فأقاموا احتفالاً عامّاً في الرياض وأعلنوا أنه سلطان وإمام نجد.

قائمة المحتويات