الشيخ محمد عبدالله المانع، كاتب ومؤرخ ومترجم، يُحب القراءة والشعر، مؤلّف كتاب توحيد المملكة العربية السعودية، ومن أوائل المؤسسين لثقافة العمل الصحي بالمملكة ومن المؤسسين لتعليم للعنصر النسائي وهو أول من أنشأ مدرسة للبنات في محافظة “الخبر”. كانت أولى مشاريعه إنشاء أول مصنع للثلج في المنطقة الشرقية في الأربعينات والخمسينات الميلادية ثم استكمل ذلك بعمل المستشفيات وبدأ بمستشفى للعيون في الخبر.
عمل في الديوان الملكي الخاص لمدة تسع سنوات كأول مترجم وأصبح رئيس المترجمين ومسؤولا عن ترجمة الرسائل والوثائق من الإنجليزية والأوردية إلى العربية، ثم التحق بشركة الزيت التي تُعرف الآن بشركة “ارامكو السعودية” في المنطقة الشرقية وعمل فيها كمترجم.
ولد المانع في عام 1903 ميلادية في مدينة الزبير الواقعة في جنوب البصرة بين العراق ونجد. تنتمي أسرته إلى مدينة جلاجل الواقعة في منطقة نجد، ولأنها منطقة يسودها المناخ الصحراوي الجاف ويندر بها الغطاء النباتي الطبيعي وشهرتها بقلة الأمطار فقد انتقلت الأسرة مع كثير من النجديين إلى البصرة من أجل العمل الاقتصادي، وتذكر الروايات أن المهاجرون النجديون أقاموا مدينة الزبير وعاشوا فيها بدلا من العودة إلى بلدتهم.
ولد في أسرة تجارية، كان والده يعمل في مجال تجارة الخيول العربية التي كانت رائجة حينذاك إذا كان التجّار يقومون بحمل خيولهم في السفن الشراعية إلى بومبي ومنها يتم ارسالها إلى بلدان العالم. ولقد كان والد المانع يقوم بذات العمل إذ يشتري الخيول من العراق وسوريا ولبنان ويبيعها، لكنه قرر أخيرًا أن يعش في مومبي ويبيع الخيول لزبائنه الذين كان معظمهم من “رجال سلاح الفرسان” البريطانيين إضافة إلى طبقات رفيعة من سكان الهند ما يُطلق عليهم ب: “مهراجات”.
كانت الزبير مسقط رأس المانع مدينة ذات تأثير كبير له، فموقعها الجغرافي أثرت من قبل على والده للانتقال والعيش فيها، فموقعها الفاصل بين العراق ونجد جعل منها مدينة تعج بالحركة وتنعم بالرخاء الاقتصادي، استوعبت الكثير التجار النجديين حتى أصبحوا ذو كثافة عددية يمثلون غالبية سكان الزبير. ولعل فترة الطفولة التي عاشها المانع في الزبير ظلّت باقية في عقلية الطفل وأبت أن تُغادره حتى بعد خروجه منها.
ومن خلاله عمله في أرامكو كوّن رأس مال لبناء مستشفى في المنطقة الشرقية وأول مشروع خاص له كان ما يطلق عليه مستشفى المانع في محافظة الخبر.