لعلّ من المسلّم به أن الكتابة عن الشخصيات التاريخية تتأثر بعوامل من أهمها المادة المتوفرة لدى الكاتب عمن يكتب عنه وموقفه الذاتي منه. فقد يكون لدى كاتب من المعلومات ما ليس لدى كاتب آخر. وقد يكون إعجاب أحدهما بمن يكتب عنه أعظم من إعجاب الآخر به. بل قد يكون الكاتبان على طرفي نقيض في مشاعرهما تجاه الشخصية التي يكتبان عنها. ومن هنا تعددت وجهات نظر الكُتّاب حول الشخصيات واختلفت آراؤهم في سيَرِها.
والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم يتناول سيرة زعيم من عظماء القادة في العصر الذي عاش فيه؛ هو المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود. ومؤلف هذا الكتاب ممن عمل مع ذلك الزعيم جنباً إلى جنب تسع سنوات، فسحرته بطولاته وأَسرته شخصيته. وكان العامل الأكبر في تأليفه له التعبير عن تقديره الخاص لذلك الملك. وكان مما دفعه إلى كتابته بالإنجليزية إيضاح وجهة النظر العربية للقارئ الغربي عن التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية.
والكتابة رواية تمتزج فيها الذكريات الشخصية بالآراء الذاتية عن حوادث الفترة التي تناولها والأدوار التي قام بها أبطالها. وقد وًفِّقَ مؤلِفهُ إلى إخراجه في عرض شيّق وأسلوب جذاب. وكان أن لقي رواجاً طيباً في الغرب خاصة في بريطانيا، حتى كادت تنفد طبعته الأولى في بضعة شهور.
وإذا كان قد أُلِّفَ أساساً من أجل القارئ الغربي فإن في ترجمته إلى العربية الشيء الكثير من الفائدة. ذلك أن القارئ العربي سيجد فيه معلومات ومتعة لا توجدان في غيره من الكتب التي ألفت في موضوعه. والأمل كبير في أن يكون خروجه باللغة العربية بداية لكتابات أخرى عن تاريخ المملكة بأقلام الذين عاصروا الأحداث المهمة فيها واسهموا في صنعها.
ولقد كتبت عن الكتاب تعليقات كثيرة؛ اقتصر بعضها على العرض، وجمع بعضها الآخر بين العرض وإبداء الملاحظات حول بعض المسائل والآراء. وكنت قد كتبت عنه عرضاً موجَزاً باللغة العربية، كما كتبت دراسة مطولة باللغة الإنجليزية. واقتنع مؤلفه الفاضل بوجهة نظري في بعض المسائل، فعدلت حسب اقتناعه. ومن ذلك ما قمت به من تغيير كامل للملحق الثاني من الكتاب. لكن المؤلف لم يقتنع بوجهة نظري في مسائل أخرى فبقيت على ما هي عليه. على أن كل ما في الكتاب من معلومات وآراء أمور لا يحق لأحد، بطبيعة الحال، أن يدَّعيها سوى ذلك المؤلف الفاضل وحده. ولقد بذلت جهدي المستطاع في أن يكون النص العربي تعبيراً صادقاً عمّا كتبه باللغة الإنجليزية. وما توفيقي إلا بالله.
الرياض 3 رجب 1401هـ.
المترجم
الدكتور عبد الله الصالح العثيمين
- مقدمة المترجم
- مقدمة
- الفصل الأول: جَزيرة العَرَب قبيْل ابن سُعود
- الفصل الثاني: الاستيلاء عَلَى الريَاض
- الفصل الثالث: سُقوط ابن رشيد
- الفصل الرابع: تثبيت الحكم وتوسيعه
- الفصل الخامس: الحجاز وعسير
- الفصل السادس: ظهُور الإخوَان
- الفصل السَابع: معرَكة السبلة
- الفصل الثامن: نهَاية الإخوَان
- الفصل التاسع: اليَمَن
- الفصل العاشر: ديوان الملك
- الفصل الحادي عشر: شَخصيَات
- الفصل الثاني عشر: سَانت جُون فيلبي
- الفصل الثالث عشر: قِصّة الزيت
- الفصل الرابع عشر: ابن سعود
- الملحق الأول: حُكّام آل سعود وسنوات حكمهم
- الملحق الثاني: موجز لتاريخ آل سعود قبل الملك عبد العزيز
- الملحق الثالث: حُكّام آل رشيد وسنوات حكمهم
- الملحق الرابع: المعارك والحوادث المُهمّة في عهد الملك عبد العزيز
- الملحق الخامس: الرجال الذين اشتركوا مع ابن سعود في الاستيلاء على الرياض سنة 1902 (1319هـ)
- الملحق السادس: هجرة الإخوان المشهورة
- الملحق السابع: رسائل متبادَلة بين الملك عبد العزيز وبين الرئيسين روزفلت وترومان حول فلسطين